أصبحت الدروس الخصوصية هاجس الأولياء والتلاميذ ومرد ذلك حرص الآباء على أن يكون أبناؤهم من المتميزين لذلك صارت الدروس الخصوصية أمرا يبدو إجباريا يخصص لها الأولياء جزءا من ميزانيتهم حتى لا يحرموا أبناءهم من فرصة التدارك والنجاح
في هذا المقال أردنا الوصول للإجابة على بعض الأسئلة العالقة ، هل الدروس الخصوصية موضة أم ضرورة ؟ هل هي هدر للمال و الوقت أم أنها طوق نجاة من الرسوب ؟
لعل الدور الإيجابي للدروس الخصوصية واضح للجميع فهي الطريقة المثلى في أغلب الأحيان لتعويد الطالب على ريتم من المراجعة و حل التمارين دون تكاسل كما أنها فرصة لتدارك النقائص داخل القسم و تحسين المستوى ، أيضا في بعض الأحيان يكبر دور هذه الدروس الخصوصية فقد يتغيب الأستاذ لفترة طويلة أو يصعب فهم الدرس داخل أقسام مكونة من أكثر من 50 تلميذا أو يضطر الأستاذ للإسراع في الدروس ليصل إلى برنامج مكثف مقرر عليه لكن خارج هذه الظروف هل يمكن اعتبار الدروس الخصوصية ضرورة ؟ هل لها سلبياتها ؟ هل نتائجها المرجوة في تحسين النتائج مضمونة ؟
قد تختلف الآراء حول هذا الموضوع بين مؤيد للدروس الخصوصية و مشجع لها و بين من يرفضها و يعتبرها مجرد موضة و هدر للوقت أما الرأي الوسط و الذي نراه الأنسب فهو يؤيد الدروس الخصوصية لكن بشروط نلخصها في ما يلي
ـ وجود نقائص في المادة التي يريد الطالب دخول الدروس الخصوصية فيها فتلقي الدروس الخصوصية في مادة تفوقك قد يعتبر مجرد هدر للوقت فإن كنت واثقا من قدراتك في تلك المادة فاستغل وقت الدروس الخصوصية في مراجعة بقية المواد و التحضير الجيد لأفضل استثمار للوقت
ـ اختيار أحسن أساتذة الدروس الخصوصية أيضا أمر ضروري و هنا ينصح بأخذ نصائح و تجارب من تلقى الدروس الخصوصية في السنوات السابقة
ـ الابتعاد عن أقسام الدروس الخصوصية المكتظة فهي لا تختلف عن القسم و لن تقدم نفعا إضافيا بما أنها لا تمكن الأستاذ من إيصال المعلومة لجميع التلاميذ
ـ إزالة فكرة التعويل على الدروس الخصوصية و إهمال الدروس في المؤسسة فالدروس الخصوصية مجرد دروس تكميلية للمراجعة و تدارك النقائص و لا يمكن الاعتماد عليها كليا
ـ عدم تكثيف الدروس الخصوصية بشكل مبالغ فيه في العطل فالراحة ضرورية و لا يمكن زيادة حصص الدروس الخصوصية على حسابها
ـ التقليل من مواد الدروس الخصوصية فتلقي دروس خصوصية في جميع المواد يجعل الطالب يمر بنظام عسكري لا يمكنه فيه لا الراحة و لا إعطاء لنفسه وقتا للتحضير بالاعتماد على نفسه و للاعتماد على النفس في كثير من الأحيان دور بارز في المراجعة
نتمنى أن تكون هذه النصائح كافية لإيصال الفكرة حول الدروس الخصوصية فقد تكون هذه الدروس سندا قويا لمن يحتاجها لتدارك النقائص لكنها ليست بالضرورة الملحة التي نراها في مجتمعنا